خواطري

                                              عليك بنفسك وبس !

ياسبحان الله !,في هذه الدنيا التي دائما مايتحفنا أهلها بكلما هو فريد وغريب من الأفعال والتصرفات مواقف اذا رويت يمكن ان لا تصدق الا حدثت امام جماعة من الناس وشاع امرها وتناقل خبرها صدقت ,ثم يأتي جيل جديد تروى لهم هذه المواقف فلا يصدقوها وكأنها ضرب من ضروب الخيال ,كشعلة تأججت وعلت ألسنة لهبها ثم انطفأت وخمدت. ومن المؤسف أنها تمر على هذه الأجيال مرور الكرام دون ان تحرك فيهم ساكنا , ناهيك ان يصدقوها ويعيشوا تفاصيلها ويتعظوا بها !!! . ومن هذه المواقف التي عجبت لها : في احدى أقطار هذا البلد المترامي الأطراف وفي قرية بعيدة يعم فيها الجهل ,وهذا الجهل كان حتى في امور الدين !, ففي هذه القرية لا يعرف اركان وواجبات وسنن الصلاة الا إمام المسجد ,وضعوا تحت امام المسجد ألف خط باللون الأحمر. وفي يوم من الايام مات رجل من اهل القرية فلما غسقلوه وكفنوه قالوا للامام :صلي على هذا الرجل لندفنه, رد الامام :" الزول دا ماكان بيصلي معانا في المسجد أنا مابصلي عليو", فحكم على هذا الميت بأنه كافر لا يجب ان يصلى عليه ,لماذا ? لأنه لم يكن يصلي معهم في المسجد !!! , مع انه قد يكون يصلي في المنزل أو..... أو... .فحكم بما يرى ;أنه لن يصلي عليه واذا اردتم انتم فاذهبوا فصلوا عليه . وللأسف لم يكن أحد من اهل هذه القرية يعرف كيفية صلاة الجنازة ولا حتى ال...... . المهم جلسوا في المقابر في انتظار أحد ليصلي بهم صلاة الجنازة فيدفنوه, وفي تلك المنطقة النائية وبعد ان طال انتظارهم أتى مسافر عابر سبيل على جمل ,فأناخه بالقرب منهم وعزاهم في ميتهم الذي يراه امامهم وسألهم لماذا لم تدفنوه?! فحكوا له القصة ,وقالوا له :صل انت بنا لندفنه, قال : والله ماحصل صليت على جنازة ,لكين " الاعمال بالنيات" ,فاستوا الي الصلاة وأماهم المسافر ,واليكم صيغة الدعاء الذي دعى به ,بعد ان وقف في الصلاة وكبر وقال:" ياالله دا عبدك وضيفك , وعلي الطلاق ماعندي غير الجمل دا ولو جاني بنحرو ليو". وقال ليهم:ادفنوا زولكم . والله غفر للميت ودخلو الجنة فالله عز وجل اكرم من كل مخلوق ,اذا كان هذا المسافر كريم لأنو قال :"ماعندي غير الجمل دا ولو جاني بنحرو ليو" فالله عز وجل أكرم من هذا المسافر لأنو غفر للميت ودخلو الجنة, وحتى لو لم يغفر له فهو جل وعلا أكرم وغفور رحيم. ونرجع للإمام ,ماذا كان سيحصل اذا صلى على ذاك الميت رحمه الله ?!! ,بل دعونا من ذلك الإمام ,وذاك الموقف ,ماذا يفعل جلنا ولا أقول كلنا واعمم كما يقال :"الشر يعم والخير يخص" ,بتنا وكأننا والعياذ بالله حكاما على الناس بتوكيل من الله !.بالله مالنا ومالناس ; "الزول دا أعوذ بالله منو دا والله النار النار, والزول داك لا حول ولا قوة الا بالله دا سوا وعمل وعمل ,والعجب داك........... .ونسينا قولو تعالى :(كفى بنفسك عليك حسيبا) ,ياخوانا كل زول عليو بنفسو والزول يعمل العليو والباقي على الله سبحانه وتعالى ,ومانحكم على الناس بالظاهر لأننا مابنعرف البيم وبين ربنا سبحانه وتعالى شنو ,والله يهون.